...تـــــعـــــيـــش غـــــــــزة ..!!..

صداع حاد يشق الرأس، حل ضيفاً دون عزومة ، فتحت النافدة لمنع هؤلاء الاطفال الشقية لكن الكلمة كانت لأمي حين قالت : أتركهم إنهم أطفال الدرب يحتفلون بعاشوراء فلا تفسد لعبتهم، في صغرك كنت أشقى منهم فلم يمنعك أحد..كلام نزل علي كالصقيع.. ..غلقت النافدة ، سرعان ما تحول عويل وصراخ الاطفال إلى قصائد شعرية رائعة أرغمتني في الدخول إلى أرشيف الطفولة لأسترجع شريط الذكريات حين كان الجنون يجتمع بدواخلنا ويستوطن مشاعرنا، إسترجاع أيام عاشوراء التي كان الصغار والكبار ينتظرونها بشغف. حينها كنا نهرع إلى الاسواق لشراء الاسلاحة البلاستيكية : سيوف ، مسدسات، بنادق، دروع،... إستعداداً للعبة الحرب.
سبحت في الدكريات، فجرت خزانها...  فشدني شعور غريب وحنين كبير لإ سترجاع أيام الماضي ، خرجت إلى الدرب فلم أجد سوى طفلات صغيرات تلعبن بالدمى وتطبلن في" التعريجة " تأملت جيدا فيهن ولكن لم أرضي شغفي بعد، سألتهن أين أطفال الدرب ، إنهم في الجهة الاخرى يلعبون لعبة الحرب...كم هو عظيم هذا الجواب، قصدت الدرب المجاور مباشرة لألقي نظرة.
سيوف بلاستيكية تتشاير وأزيز الرصاص يخرج من الرشاشات ...إنها منافسة حامية الوطيس..صورة طبق الأصل لمعاركنا الماضية
مجموعة جالسة تشاهد المعركة ومجوعتين في عراك سلمي ساخن، سألت المجموعة الجالسة لماذا لا تلعبون معهم ، أجابني أحدهم لا نحن العرب لا نظهر حتى أخر المعركة لنقدم المساعدة لغزة... آه ..نعم
ماذا يعني غزة وما يقصدون بالعرب..؟؟؟...تابعت المعركة حتى النهاية..جثث مرمية ، الباقي من المجموعة الثانية فروا هاربين مهزومين، المجموعة الثالثة في قمة السعادة بكونها حسمت الحرب لها يرددون ...تعيش غزة ..!!..تعيش غزة ..!! تدخلت المجموعة الاولى المسماة بالعرب لتقديم الحلوى للفرقة الفائزة..
رجعت إلى المنزل أفكر في المجموعة التي سمت نفسها العرب ولحظات الألم تروادني ، دموع تكاد تذرف ، حسرة وتأسف، قديما كنا نلعب بمجموعة شريرة و مجموعة أخرى تدعوا إلى الخير..أما الأن الأمور إختلفت.. حتى الاطفال الصغار يسخرون منك يا عرب..كلما حاولت طرد ذلك التدخل الخجول من المجموعة الأولى أجد قلبي يدفعني للدموع، مالي أرى جراح تنزف وأجساد تقيد، مالي أرى كل المبادىء تسحق ،وأنتم غير قادرين على تقديم حتى الخبز، فرقة في الجهة الشرقية والاخرى في الجهة الغربية، صفق وطبل وقل يحيا العدل فقط إياك أن تقول اللهم هذا منكر،أشخاص على الجوع والخوف تنام، أشخاص تنام على قبح المذلة وتفيق على الصبر الجميل، اللهم هذا منكر..

تـــحيــا غـــزة... تـــحـــيا فــلــســطــيــن

فاللهم انصر إخوانا المجاهدين في غزة الأبطال فالنصر آت..آت..آت.

اللهم أنصر أهلنا في غزة الصامدة
اللهم أنصر الاسلام ووحد صفوفهم
اللهم هون عليهم وفك قيد أسراهم