Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
مغربي
Publicité
Archives
6 octobre 2008

ஜ๘๘۩¤ۣۜ๘๘ مسكن وراء الحافة

جلس في غرفته يصارع صمته وأفكاره، فجر خزان الذاكرة مسترجعاً أيام الماضي البعيد ،.. حين كان الجسد يناجي ضوء القمر في ليالي مخملية مملوءة بالحنان والحب الهاديء....حين كان أفراد العائلة يجتمعون ويطلقون ضحكات مجلجلة،..حين كانت البَرَكَةُ سائدةً رغم الفقر المضقع...حين كنا نمشي كلمترات عديدة بدون نعال لنصل الرحم ونتغدى عند الجد..ما أروع تلك اللحظات حين كنا نتدحرج من أحضان إمهاتنا لنرقص مع حبات المطر.. سرعان ماذابت فتيلة الذكريات لينطفىء الشوق المتوهج سارقاً منه أيام الزمن الجميل ، نهض من مكانه ليلقي نظرة على سر ليل اليوم،أخرج رأسه من النافدة يحملق في السماء القاحلة التي كانت تحمل نجومًا تشع كحبات اللؤلؤ، أخد يتأمل السكون الذي تحول إلى ضجيج وضوضاء الخفافيش البشرية..، يتأمل  القمر الحزين الذي ينساب منه ضوء باهت...تسللت دمعة من عينيه حسرة وهو يحترق على جمار الحنين والضياع في هذا العالم الغريب،
عزم على الرحيل إلى مكان مجهول ، لملم أشياءه البسيطة ، غلق بابه الخشبي إلى الأبد تاركاً وراءه جدران حجرته المهترئة تصرخ لحرقة الوداع،و بساط رث ينزل دموعاً صامتة ،..شق الطريق البري ليلاً حيث لا تسمع إلا شحيج البغال ونعيب البوم بعيداً عن حس بني أدم..صاحب الشعر الأسود..واصل سيره أسابيع كثيرة إلى إن ظهرت له حزمات تبدو صغيرة من بعيد..كلما إقترب إلا وزاد حجمها ..وبدت كالمنازل التي يعرفها ....لكن هذه عالية لا تحدها العين..حينها تأكد أنه وسط مكان لا يختلف عن مكانه السابق..بمجرد دخوله باب المدينة إسْتُقْبِلْ..ولكن هذه المرة حفاوة الاستقبال مختلفة،..ورقة ملطخة بغبار أحذية المارة تصرخ وتستغيث....لبى طلبي أرجوك ..حن قلبه لها.حملها وجد فيها حروف تصرخ وتبكي محاولة الهرب والخروج من الجريمة التي أدخلت فيها عنوة لا عطية.. حين كونت هذه العبارة"نحن ندين الهجوم اللاإنساني الذي شنه الشاب الارهابي على الحافلة الاسرائلية التي خلفت 8 قتلى"... إستغرب للوضع. يإلهي في هذه المدينة حتى الحروف تتكلم...واصل سيره مرة أخرى.. ليلتقي مع رائحة البراز تخرج من دكان لبيع مجلات نسائية..تبع الرائحة إلى ان وصل إلى كتاب تعفنت فيه الحروف جراء صدمة العبارة "حين تمارسين العادة السرية يا حواء مارسيها بشكل سطحي لا تدخلي أصابعك مخافة إنفجار غشاء البكرة..غشاء شرفك"..خرج مسرعاً من الدكان مستغرباً لما يقع في هذا العالم الغريب..حتى الحروف تشتكي من ظلم وجبروت هؤلاء البشر..حتى الحروف تتعفن وتصرخ مستنكرةً ما يقع في هذا العالم الغريب..والبشر لم ييأس ولم يمل بعض..من الإحتقار..أصبح لا فرق بينه وبين الحيوانات..يسير كلما طلب منه.. ويقف كلما أمر بذلك..
إشتعل رأس صاحبنا شيبا....لا..لا..لا.. انا لن أتمكن من متابعة مسيرتي كالمعتاد..ضرب قدميه في الارض بحزم ثم هرول كالمجنون للبحث عن كهف وسط الجبال الشاهقة..هرب من عمق السواد ليتخد الفجوة التي تكمن وراء الحافة..مسكناً..أو قبراً..له..هروباً من وسط عالم الفتنة..

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité